-A +A
حاورته: كارولين بعيني (بيروت)
أكد سمير جعجع رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية أن قوى 14 آذار تقبل بالمبادرة التي طرحها رئيس البرلمان نبيه بري حول انتخاب رئيس توافقي لكن دون أي شرط يتعلق بالنصاب، مؤكداً بالمقابل أن المعارضة بدعم من حزب الله تستعد لاستخدام القوة لتعطيل الانتخابات الرئاسية إذا شعرت أنها لن تحصل على ما تريد. ورأى جعجع في حوار أجرته مع «عكاظ» أن المعارضة لا تتبنى النائب ميشال عون مرشحاً بل تتخذه فزاعة في حين تخبئ مرشحها الحقيقي حتى آخر لحظة. وفيما يلي التفاصيل: سبق وان حذرت من امكانية تعطيل الرئاسة بقوة السلاح، وأكدت أن هناك مجموعات في لبنان تقوم بالتدرب والتسلح لأجل افتعال المشاكل وعرقلة انتخاب الرئيس. ما هي المعطيات التي تملكها حول هذا الموضوع؟
- كنت أتوقع أن تطرح الأسئلة حول المعطيات التي املكها في هذا الموضوع لكن الآن وبعد التصريحات التي أطلقها كل من الوزير السابق وئام وهاب والعماد ميشال عون لم يعد هناك ضرورة لبحث المعطيات.

صحيح أن المعطيات الميدانية متوفرة لدى الاجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية وهي تؤكد على نية فريق المعارضة اللجوء إلى قوة السلاح لتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية في حال وجدوا أن الأمور لن تتجه بالاتجاه الذي يرغبون به إلا أن الكلام الذي اطلقه وئام وهاب نفسه يؤكد انه يملك سرايا المقاومة اللبنانية ويقوم بتدريب عناصرها لمواجهة إسرائيل كما يقول وبالطبع لا احد يصدق ان وهاب يدرب عناصره على أسلحة خفيفة ومتوسطة من أجل مقاومة إسرائيل. وحين يقول العماد عون إنه أخذ العبرة مما حصل في 23 الماضي بما معناه أن عناصره لم يتمكنوا من الاستمرار بأعمال الشغب لعدم وجود سلاح بين أيديهم وبالتالي سيقوم بالتسلح هذه المرة من أجل ان يتمكنوا من تعطيل الرئاسة بقوة السلاح. نية فريق المعارضة باللجوء إلى السلاح باتت واضحة ومعروفة ولا احد منهم يخفيها.
اللعبة باتت مكشوفة
اتهمت حزب الله بانه هو من يقوم بتسليح وتدريب هذه المجموعات، لماذا قد يفعل حزب الله ذلك برأيك؟
- للأسف اللعبة التي يقوم بها حزب الله اليوم تقضي بتسليح هذه المجموعات حتى تبدو المشكلة في نهاية المطاف وكأنها درزية- درزية، او مسيحية- مسيحية ولتفادي الصراع السني الشيعي الاكبر الذي يتخوف منه دائماً إلا أن لعبة حزب الله باتت مكشوفة الآن وبالتالي فمصلحة كل الفرقاء أن يعودوا عن هذه الطريق ويستخدموا فقط كل الوسائل الديمقراطية التي يسمح بها القانون.
حزب الله قال إنك المتضرر الاول من ايجاد تسوية ما هو تعليقك؟
- نحن أكثر من يسعى إلى التوافق حول موضوع رئاسة الجمهورية منذ عشرة أشهر، ونحن ندعو للتوافق ليس فقط حول الرئاسة إنما حول كافة المواضيع المطروحة والرفض دائماً كان يتم عبرهم هم، فهم لا يقبلون بأي توافق إلا اذا حصلوا على ما يريدونه سلفاً وهذا لا يصب في خانة الحوار والتوافق ولا يؤدي إلى نتيجة.
أتساءل من الذي يحتل ساحة رياض الصلح اليوم؟ حزب الله طبعاً. من الذي حاول في 23 يناير فرض رأيه بالقوة والإكراه؟ حزب الله. واليوم يحاولون لعب اللعبة نفسها بموضوع الرئاسة وإن كان ذلك بشكل غير مباشر من خلال حلفائهم الآخرين كوئام وهاب والتيار العوني وغيرهم.
اعتبر النائب في حزب الله محمد رعد أنك والرئيس السنيورة تريدان الإتيان برئيس يطبق مشروعكما بمعزل عن الشركاء في الوطن ماذا تقول؟
- هذا أمر طبيعي.. تصوري أننا نريد الإتيان برئيس يطبق مشروع الفريق الآخر؟ وكأننا نطلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يطبق نظرية الحزب المنافس وليس حزبه.
النائب وليد جنبلاط يصر على أن يكون الرئيس من داخل فريق 14 آذار، هل توافقه الرأي؟
- طبعاً من حق الفريق الذي يملك الأكثرية أن ينتخب رئيساً يعبر عن قناعاته وهذا حق ديمقراطي ومشروع ولا يجب أن يسمح لأحد باللجوء إلى السلاح اذا لم تتوفر عنده الوسائل الديمقراطية.
مع مبدأ التوافق
ألا تقبل برئيس توافقي اذا ما فرضت المعطيات الإقليمية والدولية تسوية ما؟
- نحن في المبدأ مع عملية التوافق بموضوع رئيس الجمهورية، انا أفهم التوافق على شخص رئيس الجمهورية كما جرى مع التوافق على شخص رئيس المجلس النيابي فالرئيس نبيه بري جاء بالتوافق وهو يمثل من يمثله في المجلس، لماذا اليوم لا يتم انتخاب رئيس جمهورية بالمعيار نفسه الذي جاء به الرئيس بري إلى رئاسة المجلس.
هل هناك مسعى لأخذ بمبادرة الرئيس بري بجدية؟
- نحن نأخذها بكل جدية لكن بدون شروط تفرض علينا. الرئيس بري قال فلنتوافق حول رئاسة الجمهورية، نعم نحن مع التوافق لكنني لم أفهم هذه العبارة التي أردفها حول ضرورة الإقرار بنصاب الثلثين. فاذا كان التوافق مطروحاً لا يعود هناك ضرورة لمسألة النصاب. ثانياً هناك المادة 49 من الدستور التي تقول حول أكثرية لانتخاب رئيس جمهورية ولا تتطرق إلى مسألة النصاب فموضوع نصاب الثلثين هو تقليد لبناني وليس مذكوراً في الدستور.
الشر المستطير
الرئيس بري حذر من الشر المستطير حسب تعبيره، هل هذا يعني اغتيالات جديدة؟
- لقد حذر من ذلك لأنه يعيش في اجواء حلفائه ويرى ان هناك من يسعى إلى تعطيل الرئاسة بقوة السلاح وهذا تأكيد إضافي على ما ذكرته أنا حول إمكانية استخدام المعارضة للقوة المسلحة لتعطيل الرئاسة.
هل تتوقع أن يكون 25 أيلول (سبتمبر) تاريخا مفصليا يتم على أساسه الاقتراع أم أن المهلة الدستورية ستنتهي قبل انتخاب الرئيس؟
- أتأمل أن يكون تاريخا مفصليا وأتمنى على المعارضة أن تلعب اللعبة الديمقراطية بشكل سلمي وطبيعي وتعلن عن مرشحها.
لماذا لم تتفق قوى 14 آذار على مرشح واحد وتطرحه بقوة؟
- نحن لا نريد ان نختار مرشحاً الآن قبل التوافق مع الفريق الآخر، لأننا بالفعل لا نزال نسعى بجدية للتوافق ومحاولة التفاهم حول مسألة الرئاسة، لكن حين نفقد الأمل بامكانية التفاهم مع الفريق الآخر سنختار عندها مرشحاً للرئاسة ونخوض المعركة بديمقراطية.
مرشح فزاعة
قلت إن العماد عون هو مرشح تحدٍ، أوليس هو مرشحاً جدياً للمعارضة؟
- العماد عون مرشح فريق وهو يملك مشروعا سياسيا ومواقف تنحو باتجاه غير الاتجاه الذي تنادي به قوى 14 آذار، لهذا قلت إنه ليس مرشحاً توافقياً. فالمرشح التوافقي هو الذي يحاول دائماً تدوير الزاوية والتواصل للوصول إلى حلول وسط ترضي الجميع وهذه الصفات لا تنطبق على العماد عون الذي هو حازم وحاد وعلاقته مقطوعة مع العديد من الاطراف.
لكن لماذا لم تتبنَ المعارضة العماد ميشال عون كمرشحها الجدي والوحيد؟
- لأنه بالفعل ليس مرشحها الوحيد والجدي، وهي تملك عدة مرشحين تطرحهم خلف الكواليس وجان عبيد واحد منهم. حزب الله يستخدم العماد عون «كفزاعة» للتهويل بينما مرشحوه الجديون الفعليون هم في مكان آخر.
اليوم بدا أن هناك أربعة مرشحين من فريق 14 آذار، نسيب لحود، بطرس حرب، روبير غانم، ونايلة معوض. ألا تتوقعون حصول شرخ في 14 آذار مع تسمية مرشح واحد على حساب آخر؟
- لا، كان هناك تفاهم لدرجة كبيرة في لقاء معراب على استخدام آلية واضحة جداً لتحديد مرشح واحد وسنقوم بكل المشاورات لتقييم المرشحين داخل 14 آذار، داخل غرفة مغلقة حيث أفضِّل أن اتخذ موقعاً وسطياً.
هل تعتقد ان تحركات المبعوث السويسري مفيدة في هذه المرحلة؟
- أحياناً يأتي الفرج من حيث لا ننتظر. أية محاولة قد تؤدي إلى النتيجة المرجوة وبالمناسبة أود ان اشكر سويسرا وكل الدول التي تسعى إلى مساعدة لبنان.
المملكة لم تدعم فريقاً ضد آخر
كيف تصف الحملة التي يقوم بها البعض في لبنان ضد المملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان؟
- اولاً استنكر هذه الحملات التي تتعرض لها المملكة من قبل بعض الصغار في لبنان. ففي الحقيقة المملكة وقفت إلى جانب لبنان في كل الازمات وهبت لنجدته ليس معنوياً فقط إنما مالياً أيضاً. فالمساعدات التي قدمتها المملكة فقط خلال السنتين الأخيرتين تجاوزت الملياري دولار امريكي. المملكة لم تدعم فريقا على حساب آخر كما فعلت دول أخرى انما قدمت للدولة اللبنانية ولكل اللبنانيين. من هنا أتأسف انه وبعد كل الجهود التي قامت بها المملكة يقوم بعض الأفرقاء في البلد بمهاجمتها لأسباب لها علاقة بالمعادلة الإقليمية ولا علاقة لها بمصلحة لبنان وشعبه.
هناك تحرك إيجابي ودور يلعبه الفاتيكان اليوم، هل تعولون على هذا الدور؟
- اتأمل ان يتمكن التحرك الفاتيكاني من تحقيق اختراق في مكان ما، لكن لا أرى حتى الآن أي شيء حسي أو ملموس.
قلت إن العماد ميشال سليمان ظهر في الحرب على الإرهاب في البارد، ألا تجد في شخص العماد سليمان رئيساً للجمهورية وراعياً لأمن البلد واستقراره؟
- لدى العماد سليمان الكثير من المواصفات القيادية التي تخوله أن يتقلب بمواقع سياسية عديدة إلا انه قائد للجيش الآن ولا يمكن خلط الأمور ببعضها البعض، أنا لا أشك بان الجنرال سليمان يحمل مواصفات عديدة لكن هناك العديد من الاشخاص يملكون نفس المواصفات والقانون يسمح لهم بالترشح إلى منصب الرئاسة، لماذا علينا ان نذهب إلى مكان نضطر معه إلى خرق الدستور.
منطق انقلابي
في حال قمتم بانتخاب رئيس بنصاب النصف زائد واحد، ولم تعترف به المعارضة ألا تعتقد ان الازمة ستتفاقم وقد نصل إلى حرب أهلية؟
- هذا منطق انقلابي، المعارضة لا يمكنها أن تعترف او لا تعترف اذا كانت لا تعتبر النصاب النصف زائد واحد عليها ان تذهب إلى المجلس النيابي وتشكل المجلس الدستوري وعندها يمكنهم الطعن بالانتخابات. او عليهم الانتظار سنتين لخوض انتخابات نيابية ويحصلوا على الاكثرية لتغيير الواقع، تبعاً للنظام اللبناني. لكل مسألة مخرج دستوري وحل قانوني وليس الحل فرض واقع معين بالقوة.
كيف تتوقع ان يظهر المشهد اللبناني اذا ما جرت محاولة انقلابية؟
- تتحمل الاجهزة الامنية والمراجع القضائية مسؤولية من الآن لاحباط هذه المحاولات الانقلابية، علماً ان هناك معطيات من الآن، وهذا ما نحاول ان ننبه منه منذ الآن، علينا تفادي هذا الاحتمال قبل الوصول إليه.
كيف تتصور أن يكون موقف العماد ميشال عون اذا لم يصل إلى سدة الرئاسة هذه المرة؟
- اتأمل ان يكون موقفه ديمقراطياً بالحد الأدنى، بالامس خضنا انتخابات المتن الشمالي وكان هناك تجييش للناس، خسرنا نحن المعركة بـ 400 صوت من مجمل 80 ألف صوت. فماذا فعلنا؟ حزب الكتائب قدم طعناً بالانتخابات في وقت اعترفنا جميعاً معه بكميل خوري نائباً. خضنا الانتخابات بشكل ديمقراطي ولم نعمد إلى افتعال احداث شغب.
قلت أن سوريا هي وراء فتح الإسلام.. هل تتوقع تحركاً آخر للإخلال بالامن في مخيمات أخرى عشية الاستحقاق الرئاسي؟
- من الصعب أن تحظى سوريا بهذه السرعة بمجموعة مثل مجموعة شاكر العبسي تحمل طابعا ظاهريا اصوليا وتتحرك عملياً وتشرف على تدريبها وتسليمها المخابرات السورية.
قد يكون من الصعب ان تجد سوريا الآن مجموعة بهذا الحجم من هنا قد تلجأ الى وسائل اخرى مثل تفجيرات في مناطق سكنية ومحاولة اغتيال نواب ووزراء او رسميين لبنانيين.
منذ ايام استهدفت اسرائيل مواقع محددة في سوريا ما تعليقك على ما جرى؟
- نحن نستنكر اشد الاستنكار الخرق الذي قامت به إسرائيل فخلافنا مع سوريا شيء اما ما جرى فهو أمر آخر لدينا موقف واضح منه.
كيف تنظر إلى سياسة المملكة العربية السعودية الخارجية لجهة مواجهة المشكلات السياسية بواقعية؟
- اولاً أتقدم بالشكر وبأحر التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله والحكومة السعودية والشعب السعودي وأتمنى لهم كل الهناء والرخاء والامن والاستقرار على الأقل بالقدر نفسه الذي يتمنونه لشعوب المنطقة وبلدانها. وبرأيي السياسة الخارجية للمملكة واضحة وفاعلة وذات اتجاه مؤثر وفاعل في المنطقة.
ما هو تقييمك لدور المملكة في لبنان تحديداً؟
- المملكة تلعب دور الشقيق الاكبر بكل ما في الكلمة من معنى، لا تدع مناسبة إلا وتدعمه بها على جميع المستويات الإنمائية والاقتصادية وكذلك السياسية.